جميع المباريات

إعلان

والجماهير يا سيادة الوزير؟ من يتحمل مسؤوليتهم؟

كريم سعيد

كريم سعيد

" الناس تروح تنتخب مجالس ادارات أندية واتحادات وتطالب الحكومة هى اللى تمشيهم !! الجمعية العمومية تنتخب وعند أى خلل .. هو فين الوزير؟ هو الوزير اللى انتخبهم؟؟ لا . بس احنا انتخبنا غلط .. وعاوزين الوزير يمشيهم؟ على فكرة مجالس الادارة اللى الوزير معينهم بدون مشاكل .. تحيا مصر"

الاقتباس أعلاه كان هو رد المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة علي ازمة مباراة الزمالك ومصر المقاصة الأخيرة والتي وصلت الى نقطة الذروة عندما قرر المستشار مرتضي منصور رئيس النادي الانسحاب من المباراة نظرا لمشكلة اختلاف مواعيد بينه وبين مسؤولي اتحاد الكرة.

صحيح ان الوزير اعلن مرارا وتكرارا انه لن يتدخل في أي مشكلة تخص عالم كرة القدم في مصر سواء للاندية او المنتخبات طالما كان هناك اتحادا يدير اللعبة هو المنوط بحل هذه النوعية من المشاكل، لكن فات الوزير نقطة واضحة ان المشكلة الأخيرة تعدت عالم كرة القدم نفسه ووصلت لحد التأثير في مزاج وردود فعل الرأي العام.

رد سيادة الوزير لا يختلف عليه اثنين من حيث منطقيته وحجته، ولكن اراه رد "محاماة" اكثر منه رد وزير مسؤول عن الشباب والرياضة في بلد تعتبر فيها لعبة مثل كرة القدم مثلا من اهم المؤثرات في المزاج العام للشارع.

ففي المشكلة الأخيرة التي نتحدث عنها هنا، لم يكتف المستشار مرتضي منصور بعرض وجهة نظره فيها فقط او اتخاذ القرار الذي يراه الأنسب والاصح من وجهة نظره الشخصية، بل تعدى لكي يلقي السباب في وجه كل من اختلف معه ملخصا نظرته لمسؤولي الاتحاد بجملة واحدة قالها " لو فيكوا حد راجل يطلع يرد عليا".

والنقطة هنا يا سيادة الوزير، انه صحيح إنك لم تكن طرفا في انتخابات الزمالك ولست مسؤولا عن اختيار الجمعية العمومية، لكن فاتتك نقطة مهمة وانت تفكر في كيفية الرد المنطقي وهي " ان الجماهير في الشارع والرأي العام مسؤوليتك انت، طالما كانت هذه الاحداث والافعال تحدث في المجال الذي انت مسؤول عنه".

فأندية الأهلي والزمالك والاتحاد والمصري والإسماعيلي، اندية صنعتها الجماهير قبل الجمعيات العمومية، واذا اختصينا الأهلي والزمالك هنا، سنجد ان هناك فارق شاسع بين الجمعيات العمومية والجماهير، فصحيح ان أعضاء الجمعيات العمومية هي التي تملك حق الانتخاب، لكن الجماهير هي التي تملك "ترياق الروح" أساسا، وبدونها، تصبح هذه الأندية مثلها مثل أي اندية أخرى.

بل اضيف على ذلك ان مؤخرا نادي مثل وادي دجلة عندما امتلك موارد مادية قوية، أصبح له قاعدة عريضة من المحبين علي مستوي الأندية الاجتماعية، وانتشاره حاليا بفروعه المختلفة في هذه النقطة تخطي الأهلي والزمالك معا.

وبناء على ما سبق، أجد نفسي امام حقيقة واضحة وهي ان المسؤولين عن الرياضة في مصر، لم يعدوا يهتموا بالشق المعنوي في أي مشكلة، وينصب فقط تركيزهم واهتماماتهم علي القضايا "اللي بتجيب تمنها"، وبالتالي تخرج الردود في شكل "ردود المحامين الشاطرين" الذين يحاولون بشتي الطرق الابتعاد عن المواجهات.

والسؤال يحضرني هنا، من المسؤول في الرياضة المصرية الذي يهتم فعلا بمراقبة كل ما يدخل رأس الشباب الصغير ويؤثر فيه؟ من المسؤول الذي ينظر الي الأمور "المعنوية" قبل الأمور "المادية او اللي فيها مصلحة"؟

الم يرى مسؤول واحد فقط ان هذه ازمة مثل ازمة الزمالك والمقاصة من رابع المستحيلات علاجها عبر الاعلام بكل وسائله طالما كان هناك طرفا مثل المستشار مرتضي منصور لا يضع حدا لطريقة تعامله وبالتالي ربما يورط نفسه في تصريح او قرار يؤزم الموقف أكثر واكثر؟ وهو ما حدث فعلا.

بل الأكثر من ذلك، إذا قمت انا حاليا بطرح سؤال لكل مسؤولي الكرة والرياضة في مصر " ما الدرس الذي وصل للعامة ومنها قدر كبير من الشباب خلال هذه الازمة؟

أمور سلبية لا حصر لها منها على سبيل المثال " نفذ ما تريد تنفيذه غصب عن أي حد – اعرض مشاكلك في الاعلام بصوت عالي والفاظ لاذعة وقاسية ... الخ.

يا سيادة الوزير .. صحيح ان ردك كان منطقيا من الناحية القانون والرسميات، ولكنه لم يكن في محله من ناحية المسؤولية المعنوية تجاه العامة من المتابعين ومحبي الرياضة، فكنا ننتظر منك كرجل مسؤول بانك تقول فقط "عيب اللي حصل".

كنا ننتظر منك ان تقول بعيدا عن المنصب او أي شيء رسمي، "اللي حصل ده ميصحش" لان هذه التصرفات تجتاح مجال خلق أساسا لتعليم الشباب الصغير.

رد من هذه الردود حتي لو كان بشكل "عابر"، فكان بكل تأكيد سيحسب لك، وكان أيضا سيسير في نفس الاتجاه التي تنهي بيه كل منشوراتك علي السوشيال ميديا " تحيا مصر".

فمصر ستحيا، ليس فقط بتعظيم وتوثيق الأفعال الجيدة، لكن بالوقوف والاعتراض أيضا على التصرفات الخاطئة والمرفوضة.

لمناقشة الكاتب في مقاله عبر:

فيسبوك .. من هنا

تويتر .. من هنا

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن