جميع المباريات

إعلان

تقرير.. "الشعرة" التي تفصل واقعية أنشيلوتي عن رومانسية جوارديولا تشعل دوري الأبطال

انشيلوتي

انشيلوتي وجوارديولا

ذات الأذنين، تلك الكأس الساحرة التي يجذب بريقها الجميع، ولا تكاد تشرب منها كوبا حتى تطلب المزيد، فحلم الظفر بها والتمتع بلحظة النسر ينسي أي شخص الكثير والكثير من العناء في اللحظات الأخيرة بعد عاما ملئ بالتعب ستتلوه راحة يكسوها رونق الانتصار.

ودائما ما يكون لكل بطولة المدرب الذي يجيد التعامل معها ويستطيع رسم الطريق المؤدي إلى محطتها الأخيرة، وإن كان الحديث عن دوري أبطال أوروبا، فلا شك ان كارلو أنشيلوتي من هؤلاء القادرين على التعامل بواقعية ممتعة أحيانا ومملة احيانا أخرى في الطريق نحو الفوز باللقب.

لكن على الوجه الآخر للعملة هناك بيب جوارديولا الذي اعتاد أن يقود الجمهور إلى طرقات سوق المتعة ذلك المدرب الرومانسي الحالم البديع الذي لا يعرف في خطة اللعب إلا سياسة واحدة وأسلوب أوحد هو الهجوم وامتلاك الكرة حتى ينهار المنافس خلال مشاهدته لتناقل الكرات السريع والقصير دون أن يكون لديه القدرة على خطفها.

لكن بين واقعية أنشيلوتي التي قادته للفوز بدوري ابطال أوروبا 3 مرات، ورومانسية جوارديولا التي أخرجته أكثر من مرة من نصف نهائي دوري الأبطال، هناك شعرة يسير عليها المدير الفني لينتهي به الطريق إلى حمل الكأس.

لماذا المقارنة بين كارلو وبيب؟

السبب الرئيسي الذي يجعلنا نضع بيب جوارديولا وكارلو أنشيلوتي معا في مقارنة هو أن الأول تسلم إدارة بايرن ميونيخ عقب تحقيق الفريق للثلاثية على يد المدير الفني الألماني يوب هاينكس، وعلى مدار 3 سنوات كان السيناريو دائما يتمثل في الخروج من نصف نهائي البطولة، ودائما ما كان الخروج ممزوج بالدهشة لخسارة غير منطقية، أو الحسرة لمرارة الإقصاء رغم الاداء الرائع.

كارلو انشيلوتي توجه إلى بايرن ميونيخ لخلافة بيب جوارديولا، والتجربة ستكون جديرة بالمتابعة، هل يستطيع هذا "العقل" الإيطالي بفكره المرن المتحرر من مبادئ المتعة، وواقعيته التي تصل أحيانا إلى مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".

كما أن هناك نقطة مثيرة تتمثل في أن أنشيلوتي دائما لديه منطق مختلف عن جوارديولا، فهو ذلك المدرب الذي يحقق اللقب دون أن يتوقع أحد، بينما الإسباني على النقيد فهو يخسره حين يظن الجميع أن أحدا لا يستطيع منافسته.

والمثير في الموسم الحالي من دوري أبطال أوروبا، هل سيعيد أنشيلوتي دوري الأبطال للبايرن، أم سيمنح جوارديولا البطولة لمانشستر سيتي لأول مرة في تاريخ النادي؟

ماذا فعل الثنائي أوروبيا

على مستوى تحقيق الألقاب فإن أنشيلوتي حقق الانتر توتو مع يوفنتوس، ثم فاز بدوري الأبطال مرتين مع ايه سي ميلان، ومرة مع ريال مدريد، هذا بجانب تحقيق كأس السوبر 3 مرات.

ولعب أنشيلوتي في دوري أبطال أوروبا 138 مباراة، واستطاع أن يفوز في 78 مباراة، وتعادل 31، وخسر 29، ويبلغ متوسط النقاط بالنسبة للمدرب الإيطالي في كل مباراة بالبطولة 1.95 نقطة.

ولم يودع أنشيلوتي دوري الأبطال من مرحلة المجموعة منذ موسم 2000-2001 حين ودع البطولة في المراحل الأولى أثناء تدريبه ليوفنتوس، وخرج مرتين فقط من دور الـ16، فيما وصل ربع النهائي 3 مرات ونصف النهائي مرتين.

وبالنسبة لجوارديولا فقد حقق دوري أبطال أوروبا مرتين أثناء تدريبه لبرشلونة، وفاز بالسوبر الأوروبي 3 مرات.

ولعب جوارديولا 86 مباراة في دوري أبطال أوروبا، وفاز في 53 وتعادل 20 وخسر 13، ويبلغ متوسط النقاط في المباراة الواحدة بالنسبة له 2.1 نقطة.

وحقق بيب دوري الأبطال مرتين، ولم يسبق له إطلاقا أن ودع البطولة قبل في وقت سابق لمرحلة نصف النهائي، حيث بلغ تلك المرحلة 5 مرات.

ما هي نقاط الاختلاف الفنية؟

في حين أن جوارديولا يبني أسلوب اللعب الخاص به على البحث عن طريقة يستطيع من خلالها الهجوم على المنافس والوصول إلى المرمى، فأنشلوتي ابن المدرسة الإيطالية قد لا يهتم بهذا الأمر كثيرا فهو يبحث دائما عن طريقة لمنع الخصم من الوصول لمرماه حتى تأتيه الفرصة لإحراج هدف للتقديم لا يمكن أن يأتي من بعده التعادل.

فمع أختلف يحُدثه جوارديولا احيانا في توزيع اللاعبين داخل الملعب وتعديل في أماكن تواجدهم بين طريقة لعب 4-1-4-1، أو 4-3-3، لن تجده يطالب الفريق بالتمركز في منتصف ملعبه الدفاعي لمنع المنافس من تهديد مرماه، فالدفع بالنسبة له هو أن تمتلك الكرة بمنتصف ملعب الخصم.

قد تجد أنشيلوتي يضع توزيع مماثل للاعبين داخل الملعب وهو أيضا يميل إلى نصف طرق توزيع اللاعبين التي يتبعها جوارديولا، لكن مع تضييق المسافات بين خطوط الفريق وزيادة عدد العناصر الدفاعية التي تمتلك القدرة على إيقاف الخصم.

ويمكننا أن نقول أن جوارديولا يبحث عن لاعب مهاجم يمتلك القدرة على أداء الدور الدفاعي، فيما يبحث أنشيلوتي أن المدافع الذي يحمي المرمى ثم يسجل هدف لفريقه.

تجربة 2014

إلتقى أنشيلوتي كمدير فني لريال مدريد ببيب جوارديولا في نصف نهائئ دوري الأبطال عام 2014 حين كان الإسباني يعمل مع بايرن ميونيخ.

أنشيلوتي قدم مفاجأة للجميع في مباراة الذهاب على ملعب سانتياجو برنابيو حين لعب مباراة ذات طابع دفاعي بحت وفاز بهدف وحيد، خلال لقاء شهد استحواذ البايرن على الكرة بنسبة 72%، وتسديده 18 كرة على مرمى النادي الملكي.

وانتظر الجميع أن تنتصر الكرة لم يداعبها في مباراة العودة على أليانز أرينا، لكن كانت المفاجأة جاهزة من أنشيلوتي الذي لعب على الهجمة المرتدة وفاز خارج أرضه 4-0.

البايرن الذي استحوذ على الكرة وسط جماهيره بنسبة 69%، لم يتمكن من التسديد سوى 4 مرات على مرمى ريال مدريد، فيما سدد النادي الملكي 5 كرات أحرز منها 4 اهداف.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر من هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن